محـــــــــكمة
لم اجد نفسي في ذلك الوقت الا واقفا مع جميع الحضور.. مع الصرخة، وصوت ارتطام رجله في الارض، بالاضافة لدخول القضاة ومعهم مجموعه، لاعلم فيما بعد انهم ثلاثة قضاه، يتقدمهم احدهم وهو رئيس الجلسة، يتبعهم رئيس النيابة، وثلاثة لم اعرف مهامهم، بالاضافة الى موظفين يكتبون كل ما يتلفظ به القاضي
كان ذلك اليوم تحديدا في محكمة الجنايات، حيث قدر لي ان احضر جلسة اليوم لقضية كان المفترض ان يحكم القاضي في القضية ولكن ما حدث خلاف ذلك. ما جئت اليوم لاذكر القضية لاحدهم والتي ذهبت لاشهد النطق بالحكم فيها، ولكن لقضية اخرى حدثت قبل ان يأتي دور قضيتي
ذكر القاضي قائلا: المتهمون فلانة وفلان وفلان، ليخرج محاميان بالاضافة الى اخ من الجنسية الصومالية والله اعلم، كبير في العمر، فنطق المحامي بغياب المتهمة الاولى وانها وكلته وعليه يطالب بتأجيل قضيتها، لينطق محامي الشخص الصومالي وقد فهمت القصة من معرض دفاعه عن المتهم الثاني ( الصومالي ) وكانت القصة ان صاحبنا الصومالي كان عنده معاملة في المحكمة، عندما طلبت منه المتهمة الاولى ان يشهد، فبادر ومن باب حسن النية على التوقيع ( كما يفعل الجميع وقد فعلت ذلك ) ليتفاجئ بعد فترة بان المحكمة تطلبه في شهادة تزوير، فقد كانت الشهادة اقرار ان المتهمة لم تتزوج بعد طلاقها من زوجها المذكور، والذي يظهر انها قد تزوجت بالفعل، وقدمت هذه الشهادة بعد ان اثبتت ذلك في المحكمة وشهد عليها فاعل الخير المسكين والذي لم يستطع القراءة، حاول ان يدافع المحامي دفاع اوهى من بيت عنكبوت امام قوة اسلوب القاضي وبكلام واضح فكان كلام القاضي كيف له ان يوقع على هذه الشهادة؟ وهي شهادة باطلة.
في ذلك الوقت تذكرت تماما عندما طلبت مني احداهن التوقيع على شهادة انها مطلقة وتعول ابنها الوحيد لتقدمها الى الجهات لتطلب ان يمنحوها بيتا، حاولت التهرب كثيرا، وكانت تحرجني اكثر، حتى اضطررت ان اغلق الهاتف وادعي ان راحت علي نومة، والمحرج انها كانت مديرة كبيرة لمنصب مهم وكبير جدا، ولم يكن لي بها ادنى معرفة الا قبل اسابيع عندما بدأ عمل بسيط عن طريق الشركة اللي اداوم فيها فقد كنت حلقة الوصل، بدأت احمد لله ان ألهمني ان ارفض تلك الشهادة والتي كان سبب رفضي خوفي من ان يحضر طليقها وقد يبدأ بعدها بالقاء التهم و،من انا من دون الجميع لأشهد تلك الشهادة، وتذكرت صديقي عندما سالني كانت لي معاملة وشهدت على ورقة واحرجني في ذلك الوقت كاتب عدل قريب لصديق لي، ادخلني عند القاضي وقال حصلت شاهد، القاضي قال لي وقع هنا، ووقعت، وعندما خرجت كانت على شهادة ان المرأة قد عقد عليها وطلعت ولم يدخل بها، فعلى اي شيء شهد
ولم يعلم صاحبنا الصومالي، وكل فاعلي الخير، انهم ليسوا فاعلوا خير، بل انهم شهداء زور، يشهدون على اشياء لا يعلموها، قد يوقعهم في الحساب امام الله، وقد يوقفهم في المحاكم بمجموعة من التهم والقضايا الله بها عليم
ختاما: حسن النية لا يبرر سوء العمل
انتهيت من الكتابة يوم 19 - ابريل على ان يعرض الموضوع لاحقا