عادت شهرزاد لتكمل قصتها ، فتروي بعد ان مرت بيوم عجاف .. مليء بالدموع والحسرة
بعد زيارة الدكتور الذي حولها الى مستشفى المفرق
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر .. انطلقت السيارة لتحملها الى مستشفى المفرق
وما ان دخلوا على الدكتور .. حتى (لوى بوزه) وقال: حنسوي ايه
خلاص راحت عليكم .. ان شا الله الله يرزقكم بولد ثاني << فكان اسلوب سيء جدا وتقديم بدون حكمة ولا عقل
فكانت صدمة صعبة جدا
ولم تتمالك نفسها حيث قالت انه ولاول مرة توبخ زوجها واخيها .. لانهم لم يضربوا ذلك القليل ادب
وازداد الحال سوءا .. والأمور صعوبة
لم تكتفي بتلك الزيارة .. فذهبت الى مستشفى الكورنيش ، والمتخصص بالحمل والولادة وامراضه
وكان في تلك الايام يجمع دكتورات اجنبيات .. ومترجمات
فعندما وصلت الى المستشفى سألتها المترجمة سبب مجيئها .. فقالت ابني عنده حصبة المانية
فقامت المترجمة هاربة وتصرخ .. ابعدي عني ابعدي عني .. انا حامل
فزادت الحال بؤسا .. وضاقت الامور فوق ضيقها
.
مرت الايام ثقالا .. لم يمض من الحمل الا ما يقارب الـ 3 اشهر
بقي 6 اشهر تحمل معاناة لا يعلمها الا الله
فمن عرف الحمل يعرف ان الحمل وانتظار جنين لمدة 9 اشهر شديد الصعوبة
فما هو حال انتظار جنين قد يكون ميتا .. او مشوها على احسن الأحوال
.
بدأ الصراع القوي .. هل سأنتظر تلك الشهور واعاني .. وبعد هذا العذاب ارزق بمولود مشوه ! مجنون ! معاق ! ميت
فيزداد العذاب عذابين
.
في ذلك الوقت من القصة.. وكانت اخته تستمع القصة .. فقطعت القصة قائلة :تنزليه !! ما فكرتي تنزليه الا هو .. الحمد لله انك ما نزلتيه .. من اين لنا بمثله .. لتبدوا على محياه علامة الاستحياء
فقال اخوه .. ليت نزلتي فلان << مشيرا الى الاخ الاخر .. لينطلق الجميع بالضحك
.
وانهالت المشورات .. بين من يقول لها انزلي الحمل .. وبين من يشور عليها بالصبر فلا يعلم الغيب الا الله
بقوة ايمان .. وشدة عزيمة .. ونصيحة جميلة .. قررت ان تكمل الحمل ، وترضى بقضاء الله
.
مرت الأيام شديدة .. وكانت الامور تزداد سوءا .. فاصبحت الجرائد في تلك الفترة تتكلم عن الحصبة الالمانية .. اختبارا وامتحانا
لن اشرح سوء الأمر وصعوبته .. فاعتقد ان الجميع متفهم للوضع وصعوبته ومرارته
لتمر الثواني ثانية ثانية .. لتقضي ما يقارب الستة اشهر من الانتظار والترقب
.
اشارت عليها الدكتورة المتابعة القصة منذ بدايتها بعمل اشعة .. والتي لها تأثير على الجنين
فان لم يكن تشوه سابقا .. قد يتشوه بموجب تلك الاشعة .. فكانت تتهرب منها
.
بين تلك الايام وصعوبتها .. كانت بعض الامور تزيد الامر سوءا .. واخرى تهون المصيبة .. وتبعث الصبر
فكان مما حد في تلك الايام انها وكعادتها .. تستمع الى اذاعة القرآن من المملكة العربية السعودية
فكانت المحاضر في ذلك اليوم يتكلم عن العواقب .. فذكر قصة بعثت الصبر في نفسها
...
ولما أدرك شهرزاد الصباح سكتت عن الكلام المباح
نكمل يوم الخميس 2 اكتوبر باذن المولى
لنعرف ما هي القصة التي بعثت التفاؤل .. واحداث الولادة
والحلقة الاخيرة