Sunday, October 4, 2009

الطفل صاحب الورد

ها انا اطل عليكم مجددا بعد سفرة قصيرة الى المملكة الاردنية
وقد حملت الكثيـــر من الاحداث
خلال جولتنا كان أكثر شيء العزايم .. والتي كانت في اماكن راقية جدا في ذلك البلد المتواضع
على بادية الدرج المؤدي الى ذلك المقهى الفخم جدا .. في تلك البلد المتواضعه
كان يقف ذلك الطفل .. بعينين غائرتين .. ووجه شاحب
لعل اكثر ما استطيع ان اشبه وجه ذلك الطفل .. الا ورد الجوري التي كان يحملها محاولا بيعها على زوار المكان باهظ الثمن
حاولا عبثا ان يبيع بين تلك المجموعة التي وصلت .. حاول التعلق بي
اجبته ساشتري حال خروجي من المكان
دخلنا ذلك المكان .. وطلبنا تلك الطلبات التي كانت اضعاف سعرها في غيرها من الاماكن
وكنت مع 3 اول الخارجين
وما ان وضعت رجلي على الباب اذ بذلك الطفل يهرول نحوي مذكرا بوعدي ان اشتري حال الخروج
استغربت حيث ان الوقت كان متاخر جدا على ذلك الطفل .. والجو بارد
طلبت منه وردة .. واعطيته ثمنها .. وعندما حاول اعطائي اياها .. اشرت اليه ان احتفظ بها لعلك تبيعها وتكسب بثمنها
فانقلب وجهه بؤسا .. واخذ يترجاني ان اخذ تلك الوردة
فعلا استغربت من هذا الطلب الغريب .. حاولت افهامه انه من سيستفيد .. حيث انه يمكن ان يبيعها ويكسب بثمنها
لكنه اصر بكل ما اوتي من قوة .. وعلل قائلا بلهجته الطفولية : " بدي ارجع عالبيت "
ومن ثم استطرد .. انه لن يستطيع ان يرجع ما لم يبع جميع ما لديه من ازهار
دب الفضول .. وسالته من يمنعك ولماذا وكيف واين تسكن
فاجاب ان امه تجلب تلك الزهور وعليه ان يبيعها .. ولن يستطيع الرجوع الى بيته ما لم يبع جميع تلك الورود
فعلا اثر ذلك في قلبي احزنني
اشتريت جميع ما معه من ازهار .. واستغربت فعلا
مع تواضع ذلك البلد المتواضع .. الا ان هناك من الاغنياء ما لو انه اخرج ما يعده تفاهه ولا يسوى من ماله .. لما كان متسول في الشوراع
اذكر احد الائمة في المسجد المجاور .. ذكر لي مثلا ما معناه
قديمك .. جديد غيرك .. وقليلك .. كثير غيرك
فلو انا ننظر الى هذا المثل .. واخرجنا قديمنا من الثياب وقليلنا من المال .. لاكتفى الكثير ممن يعده جديدا وكثيرا وسد حاجتهم

8 comments:

رغد اللويحان said...

هذه الظاهرة موجودة في أغلب دول العالم وللأسف الشديد وقد لا يقتصر الموضوع إلى هذا الحد

جمعني إفطار رمضاني منذ فترة بأحد الإخوة من دولة عربية أخبرني فيها عن واقعة بشعة تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة
حيث يرمي الآباء بفلذات أكبادهم في الطرق السريعة حتى يتعرضون به لحادث أو يتوفى لا سمح الله ليقتات هو وأسرته من الدية أو التعويض الذي سيحصلون عليه
فقد حدثت هذه الواقعة مع ابن عمه الذي انهار حين صدم بسيارته طفلا فجاء والده ببرود شديد وقال له لنحلها بين بعضنا البعض ولاحاجة للشرطة فقط نريد المبلغ الفلاني !!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

وحـدهـ من البـشر said...
This comment has been removed by the author.
وحـدهـ من البـشر said...

الحمدلله ع السـلاامه

معقوله اوصلت لي هذه الدرجه ؟

الام ماتخاف ع ولدها ؟

والله زين ماسويــت


موفــق

Anonymous said...

جزاك الله خير

منى said...

ألقي بنظرة إلى جميع الدول العربية والإسلامية ستجد الملايين من الأطفال مثله على الرغم من إني أعتبره محظوظ على الأقل لديه في النهاية بيت يأويه لكن ماذا عن غيره ممن يفترش الرصيف ليضمه كل ليلة.
صدقت لو فكر أغلبنا قليلاً ليتخلي عن جزء من ماله وثيابه لأصبح الوضع مختلفاً ولو قليلاً.
بصراحة تدوينتك أصابتني بالحزن هكذا هي الحقيقة دائماً ما تصيبنا بالحزن.
جزاك الله ألف خير على ما فعلته لذاك الطفل.
في حفظ الرحمن

كلمة صدق said...

السلام عليكم اولا احب ان اهنيك لانك اهتميتى وكتبتى فى هذا الموضوع الذى انتشر بكثرة وقد اعتبرة بعض الناس مهنة سهلة يمتهنوها ونسيت استأذنك بالمرور وربنا يوفقك وشكرا

اقصوصه said...

اممم

هالامثله دوما ما تستوقفنا

ونتمعن فيها طويلا

الحياه صعبه وقاسيه

واحيانا تكون مستحيله

لولا وجود الرحمه في قلوبنا

اللهم اشبع كل جائع

واكسي كل عريان واغني كل فقير

وغير سوء حالنا بحسن حالك

يا ارحم الراحمين

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة said...

كل سنة وأنت بخير ..
كل عام وكلكم طيبين ..
أرق تحياتي ..